أبو الهذيل العلاف ( ١٣٥هـ - ٢٣٥هـ) حياته - نشأته العلمية - مؤلفاته، يدور البحث حول العناصر الآتية : - أ - يعد العلاف زعيم من زعماء المعتزلة، ترأس مدرسة البصرة واستطاع أن يصل بالفكر الاعتزالي إلى أوج ازدهاره، بل يمثل مرحلة النضج الاعتزالي والعصر الذهبي لهم لاسيما وقد عمر طويلا، وعاصر ثلاثة من الخلفاء الذين ناصروا مذهبه وهم المأمون والمعتصم والواثق. ب - العوامل المؤثرة في ثقافته : كل مفكر هو ابن بيئته وعصره وعادة ما توجد مجموعة عوامل تشكل ثقافته. وتؤثر في منطلقاته الفكرية ومن الممكن بلورة العوامل في :- ۱ - نشأته في مدينة البصرة التي كانت ملتقى الثقافات ومحط النحل. - وأساتذته الكبار سواء تلقى العلم على أيديهم بشكل مباشر (عثمان الطويل) أو غير مباشر واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد ) . - المناظرات العلمية، والندوات الثقافية التي كان يعقدها في قصر المأمون بحضور لفيف من العلماء وأغلبهم من أهل الاعتزال. - علاوة على إلمامه بالثقافة العربية والإسلامية، والاطلاع على الفلسفة اليونانية اطلاعا واسعا . ج - صفات العلاف الخلقية والعلمية : - - نزعته العقلية الواضحة وتفكيره الحر، ومطالبته الخصم بالدليل، وتقديم البرهان، ورفض جميع أنواع التفكير الخرافي مثل الاعتقاد في كرامات الأولياء، أو الإيمان بالتنجيم. ۲ وتميز أيضا بالذكاء الفطري، والمكتسب من البيئة الثقافية التي نشأ فيها . - ونلمس أيضا تدينه الشديد، بمعنى حب آل البيت، والدفاع عن مبادئ الدين وإظهار بساطة العقيدة الإسلامية. - كذلك تميز بصفاء النفس ونقاء الضمير، والتسامح مع الآخرين، والتعامل مع أصحابه بلا تكلف، مع لين الجانب، والحدب عليهم. وفي الوقت نفسه يلاحظ أنه معتد بشخصيته، يهتم بالمضمون دون الشكل والمخبر دون المظهر. وقد اتهمه الجاحط بتهمة البخل والنفاق، وقام الباحث بالرد على ذلك، وتفنيد هذا الاتهام مع تقديم الدليل العلمي لتبرئة العلاف. د - مؤلفاته : ترك العلاف مؤلفات كثيرة ذكرها المؤرخون، وللأسف أن كل مؤلفاته طمست مع التراث الاعتزالي، إبان المحنة التي تعرض لها في عصر المتوكل.
أبو الهذيل العلاف ( ١٣٥هـ - ٢٣٥هـ) حياته - نشأته العلمية - مؤلفاته، يدور البحث حول العناصر الآتية : - أ - يعد العلاف زعيم من زعماء المعتزلة، ترأس مدرسة البصرة واستطاع أن يصل بالفكر الاعتزالي إلى أوج ازدهاره، بل يمثل مرحلة النضج الاعتزالي والعصر الذهبي لهم لاسيما وقد عمر طويلا، وعاصر ثلاثة من الخلفا...
