مقاصد الشريعة الإسلامية هو من أهم المباحث الأصولية التي اهتمت بها طائفة من الأصوليين المعاصرين والباحثين الذين عكنوا على دراستها وتقليب النظر فيها، قصد تعقب مسائلها ومفاصلها وتتبع أبعادها الأصولية النظرية، ومن ثم استثمارها في النشاط الفقهي. والاستعانة بها في مزيد رسم وإحكام مسالك الاجتهاد الآيلة إلى تقرير الأحكام الفقهية في ما لا يتناهى من الفروع والمسائل الفرعية. بل إن مقاصد الشريعة هو المبحث الأصولي الأكثر أهمية من غيره من مباحث هذا العلم الجليل في هذا العصر، نظرا لمشاضته مقارنة بغيره من مباحث الأصول التي توالت عليها الأفلام بالدرس والتمحيص منذ قرون عديدة من تاريخ التشريع الإسلامي، بخلاف المقاصد فإنها ظلت الدقتها وتأخر العلماء في العناية بها في حاجة إلى مزيد الدراسة والنظر والتمحيص، لذلك فإنه ليس من المبالغة تقرير أنه المبحث الأصولي الوحيد الذي ظل متخلفا عن مسيرة علم الأصول. ولا شك أن الحاجة إلى إلحاقه بركب عموم علم الأصول من أوكد واجبات الأصوليين في هذا العصر. وليس من الصواب اقتصار الجهد في التعهد بإشراء موضوع المقاصد وتعميقه على مدرسة إسلامية واحدة أو بعضها من دون غيرها، بل إن حاجة كل المسلمين لهذا العمل ماسة على اختلاف مذاهبهم في الأصول والفروع، ولا بد أن تسهم كل مدارسهم في تحمل هذا الواجب والقيام به على أفضل صورة.كما أنه ليس من الصواب أيضا الاكتفاء بطريقة وحيدة موروثة للقيام بمهمة بناء صرحالمقاصد، هي طريقة استخلاص المبادئ والقواعد الأصولية من استقراء الأدلة التفصيلية وأحكامها المقررة في النصوص، بل يجدر انتهاج طريقة تتبع الفروع الفقهية التي نظر فيها فقهاؤنا من مختلف المذاهب الفقهية، بغية استخلاص تلك المبادئ والقواعد التي يمكن أن تسهم في إعلاء صرح المقاصد والارتقاء به. فمع أن تلك المحال اجتهادية لا تصلح على انفردها الاستخلاص قواعد أصولية مجردة، فإن تكثف تلك الفروع وتواطؤها بالاستقراء يقويها فيدراً عنها احتمال توارد الأخطاء.
مقاصد الشريعة الإسلامية هو من أهم المباحث الأصولية التي اهتمت بها طائفة من الأصوليين المعاصرين والباحثين الذين عكنوا على دراستها وتقليب النظر فيها، قصد تعقب مسائلها ومفاصلها وتتبع أبعادها الأصولية النظرية، ومن ثم استثمارها في النشاط الفقهي. والاستعانة بها في مزيد رسم وإحكام مسالك الاجتهاد الآيلة إلى...