فإن المدرسة المالكية العراقية من المدارس الفقهية التي أسهمت إسهاما كبيرا في النهضة الفقهية في العصور الأولى، لا سيما القرن الرابع الهجري الذي بلغت فيه المدرسة شأوا عظيما ، بتفردها بجملة من الميزات، تمثلت في ظهور عدد من العلماء الأفذاذ، والمؤلفات العلمية التي تزينت بالآراء العميقة، والاستنباطات الدقيقة، والتحليل المنطقي للصور الفقهية، والاهتمام بالتقعيد الفقهي والتخريج وجمع النظائر. و قد رأيت الحاجة ماسة إلى إبراز دور هذه المدرسة في القرن الرابع بخاصة؛ لأنه يمثل العصر الذهبي لها، وسأجلي هذا الدور من خلال التعريف بأبرز علمائها، وبيان أهم مؤلفاتهم، وأهم سماتها التي تميزت بها عن غيرها من المدارس الفقهية المالكية، ولا شك أن بيان ذلك له أهمية كبيرة في الدراسات المعاصرة وفهم طبيعة التطوير الفقهي، وتشكيل النهضة الفقهية ، والإسهام في حل كثير من القضايا المستجدة.
فإن المدرسة المالكية العراقية من المدارس الفقهية التي أسهمت إسهاما كبيرا في النهضة الفقهية في العصور الأولى، لا سيما القرن الرابع الهجري الذي بلغت فيه المدرسة شأوا عظيما ، بتفردها بجملة من الميزات، تمثلت في ظهور عدد من العلماء الأفذاذ، والمؤلفات العلمية التي تزينت بالآراء العميقة، والاستنباطات الدقي...