كثيرا ما تتردد في بعض كتب العلوم الشرعية قديما وحديثا، عبارات تمتدح علمًا بعينه من هذه العلوم وتعلي من شأنه؛ فتجعله على رأس قائمة هذه العلوم بحسب اختصاص المؤلف من قبيل القول إن "علم العقيدة" أو "علم الكلام" أو علم أصول الفقه" أو "علم الفقه" أو "علم التفسير" أو "علوم الحديث " . . . هو أشرف علوم الشريعة، أو هو " من أشرف العلوم الشرعية" . والبعض يستدرك بعدها بالقول: "بعد علم كذا"، فينقل في حينه علمه من المرتبة الأولى إلى الثانية، متجاهلاً العلوم الأخرى . . . وهي نفس العبارات التي تتردد على ألسنة مدرسي هذه العلوم في عصرنا الحاضر تبعًا لمضامين موروثنا العلمي، ولا تخطئها مسامع طلاب العلوم الشرعية لكثرة سماعهم لها، ولكثرة ورودها في مقدمات الكتب المعاصرة أيضا. . . بما من شأنه أن يثير طالب العلوم الشرعية ليتساءل في خضم هذا التزاحم الغامض : أي هذه العلوم مقدم على غيره؟ وأيها رافد لغيره؟ وأيها مراد لذاته وأيها مراد لغيره ؟ وهل هناك من ترتيب تفاضلي بينها أصلاً؟ أو بعبارة أوضح وأشمل : هل هناك ابتداء ترتيب علمي يجب الركون إليه فيما يمكن تسميته بفلسفة العلوم الشرعية، بحيث يجب أن يستصحبه الناظر في أي علم من العلوم الشرعية مؤلفًا كان أو مدرسًا، لضمان استحضار تصوّر شامل مدروس بعناية ورؤية كلية
كثيرا ما تتردد في بعض كتب العلوم الشرعية قديما وحديثا، عبارات تمتدح علمًا بعينه من هذه العلوم وتعلي من شأنه؛ فتجعله على رأس قائمة هذه العلوم بحسب اختصاص المؤلف من قبيل القول إن "علم العقيدة" أو "علم الكلام" أو علم أصول الفقه" أو "علم الفقه" أو "علم التفسير" أو "علوم الحديث " . . . هو أشرف علوم الشري...