فإن الأمة الإسلامية ابتليت بابتلاءات كثيرة من أخطرها كيد أعداءها، وجهل أبناءها بحقائق دينهم، وتقديمه بصورة مشوهة ناقصة، عن جهل أو عن تقصير، وتقديم صورة مغلوطة عن هذا الدين أشد خطورة من العدو المجاهر الذي يريد الانقضاض على مبادئ الإسلام وتعاليمه السمحة لأن الجاهل بحقائق هذا الدين يقدم صورة مشوهة عنه فيساعد عدوه على الانقضاض عليه وينفر من يريد التعرف عليه أو الاستماع إليه. ومن أهم المسائل التي ثارت حولها الشبهات في ديننا الحنيف قضايا الحدود التي طار أعداء الدين بما قيل حولها فرحاً، فصوروا لنا الدين وكأنه ما جاء إلا لقطع أيدي الناس ورقابهم وإيلامهم والانتقاص من آدميتهم وكرامتهم، وهذه التصورات لا يقولها إلا جاهل بحقائق هذا الدين أو حاقد عليه، فالعقوبات في شريعتنا تجسيد للرحمة ومنهج للإصلاح. ولذا رأيت أن من واجبي كمسلم أولاً وكباحث في الفقه الإسلامي ثانياً أن أتناول هذه المسألة بالدراسة محاولاً بيان فلسفة العقوبات في الشريعة الإسلامية مبيناً آثارها في إصلاح الفرد والمجتمع مبرزاً أهم المصالح المترتبة عليها في الشريعة الإسلامية.
فإن الأمة الإسلامية ابتليت بابتلاءات كثيرة من أخطرها كيد أعداءها، وجهل أبناءها بحقائق دينهم، وتقديمه بصورة مشوهة ناقصة، عن جهل أو عن تقصير، وتقديم صورة مغلوطة عن هذا الدين أشد خطورة من العدو المجاهر الذي يريد الانقضاض على مبادئ الإسلام وتعاليمه السمحة لأن الجاهل بحقائق هذا الدين يقدم صورة مشوهة عنه ...