ينطلق المقال من أن قراءة العلامة ابن خلدون للتاريخ والواقع ذات طرافة، منحته الريادة في التحليل الاجتماعي، بما يجلي الربط المادي المنطقي الأرضي بين العوامل والنتائج، وبما ينأى عما وقع فيه بعضهم من المبالغة في التفسير الغيبي للوقائع والأوضاع، أو الوجوم عند تطلب فهمها. ولقد حاولنا تتبع ما تناثر في مقدمة ابن خلدون، النسبر تجليات نقده الاجتماعي الديني الذي نراه من اللبنات الأولى فيما يسمى اليوم بـ "علم الاجتماع الديني". فهذا المؤرخ الفقيه القاضي، عالج بمنهج استقرائي استدلالي استردادي، وتحقيق عقلي وحسي، قضايا ذات شأن، في التدين والأخلاق والقرآن الكريم، والأثر النبوي الزكي والدعوة، والخلافة والعلوم الشرعية وحملتها، والمذاهب الفقهية، والعمارة الإسلامية والصنائع والفنون الدينية إلخ.. مما أعانه على تحصيل مخرجات ذات قيمة مضافة، تؤكد أن الشأن الديني، وكل ذي علاقة به، في حاجة ماسة، اليوم، إلى أن يُفهم، ويُشخّص، ويُطور، وفق العقل والمنطق والواقع، بما لا يصادم المبادئ والثوابت. الكلمات المفتاحية ابن خلدون المقدمة علم الاجتماع الديني
ينطلق المقال من أن قراءة العلامة ابن خلدون للتاريخ والواقع ذات طرافة، منحته الريادة في التحليل الاجتماعي، بما يجلي الربط المادي المنطقي الأرضي بين العوامل والنتائج، وبما ينأى عما وقع فيه بعضهم من المبالغة في التفسير الغيبي للوقائع والأوضاع، أو الوجوم عند تطلب فهمها. ولقد حاولنا تتبع ما تناثر في مقدم...