قيض الله سبحانه وتعالى للسنة النبوية المشرفة حفاظاً عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فأفنوا أعمارهم في الدفاع عنها والذَّب عن حياضها، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس. وقد التزم أولئك النقاد في سبيل تمحيص السُّنَّة النبوية منهجا علميا، في قمة النزاهة والدقة، في التتبع والاستقراء، والموازنة بين المرويات، فقعدوا بذلك قواعد يحكم بها على السند والمتن إسناد الحديث وأهملوا نقد المتن ، فمن هؤلاء الكاتب أحمد أمين، (الإسلام)، و«ضحى الإسلام»، و«ظهر الإسلام». ، وذلك في كتبه فجر الإسلام. حيث قال: وقد وضع العلماء للجرح والتعديل قواعد ليس هنا محل ذكرها، ولكنهم - والحق يقال - عُنوا بنقد الإسناد أكثر مما عُنوا بنقد المتن، فقل أن تظفر بنقد من ناحية أنَّ ما نُسب إلى النبي الله لا يتفق والظروف التي قيلت فيه، أو أن الحوادث التاريخية الثابتة تناقضه، أو أن عبارة الحديث نوع من التعبير الفلسفي يُخالف المألوف في تعبير النبي، أو أن الحديث أشبه في شروطه وقيوده بمتون الفقه وهكذا، ولم نظفر منهم في هذا الباب بعشر معشار ما عُنوا به من جرح الرجال وتعديلهم»
قيض الله سبحانه وتعالى للسنة النبوية المشرفة حفاظاً عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فأفنوا أعمارهم في الدفاع عنها والذَّب عن حياضها، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس. وقد التزم أولئك النقاد في سبيل تمحيص السُّنَّة النبوية منهجا ع...