إن كان البعض يتغنّى بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من شهر ديسمبر ١٩٤٨م، فإن هذا يعد مغالطة صريحة؛ لأن المتأمل في خطبة الوداع التي ألقاها رسولُ الإسلام والبشرية جمعاء في يوم عرفة سنة عشر من الهجرة - والتي تسمى "حجة الوداع، وحجة الإسلام، وحجة البلاغ" تعد بمثابة الإعلان الحقيقي الشامل لحقوق الإنسان بما احتوته من مبادئ للرحمة والإنسانية وحقوق الإنسان، وقد أرست قواعد الأمن والسلام العالمي . وسيتناول هذا البحث هذه الخطبة، وأهم المبادئ الإنسانية التي تحقق الأمن والسلام العالمي فيها؛ حيث ركز فيها رسول الله ﷺ على: حق الإنسان في الأمن على دمه وماله وعرضه، وحرمة الدماء والأموال والأعراض، وحق الإنسان في أن تقوم حياته على العدل، وحق الرجل على المرأة، وحق المرأة على الرجل، وحق المسلم في أن يحكم بقانون الإسلام، وحق المسلم على أخيه المسلم. وسيقارن البحث في نهايته بين خطبة الوداع والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إن كان البعض يتغنّى بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من شهر ديسمبر ١٩٤٨م، فإن هذا يعد مغالطة صريحة؛ لأن المتأمل في خطبة الوداع التي ألقاها رسولُ الإسلام والبشرية جمعاء في يوم عرفة سنة عشر من الهجرة - والتي تسمى "حجة الوداع، وحجة الإسلام، وحجة البلاغ" ت...